رسائل الحب والغدر.

:d رسائل الحب والغدر :d


كتب إليها يقول: «دائما أراك تفكرين في حزن. ولكن اليوم أخبريني عن آمالك في المستقبل، فمن يحتمل آلامك الآن سواي؟ أنا لا أملك الآن سوى شيئين: الموت وأنت. ولا أرى في الكون سوى أديل فهي الأسرة والأهل والوجود كله بالنسبة لي، فأنا أعتمد عليك. وبدونك لا أكون شيئا، فأنت كل الحياة».. هذه كلمات قليلة من رسائل طويلة كتبها أديب فرنسا العظيم فيكتور هوغو لزوجته أديل ومن شدة حبه لها أطلق اسمها على ابنتيه منها بعد الزواج. أما الرسالة الثانية فهي من كافكا الأديب السوداوي إلى حبيبته إميليا يقول فيها: «لعلك تتساءلين لماذا لم أعد أكتب لك، ففي آخر مرة تمنيت ألا أظل طويلا على قيد الحياة, أنا الذي أحس أمامك كأنني طفل صغير أمام معلمته. وأنت تحسين معي كأنك أمام طفل. إنه لشعور دائم أحسه مرة، بل عشرات المرات، ومئات المرات». وكتبت جورج ساند الفرنسية إلى حبيبها الشاعر ألفريد دي موسيه تقول: «في يوم من أيام القلق والجنون اكتشفت أن المرء لا يكون في أمان طالما هو غارق في الحب، لكنني فخورة بأنني أحس بالأمان وأنا معك، وينتابني الحزن إذا تصورت أن امرأة أخرى قد تملكت عليك مشاعرك. وإنني قد أعود وحيدة. وإنني أفكر في الوسيلة المثلى لأكون المرأة الوحيدة في حياتك». وكتب فولتير إلى مدام شاتيليه التي أوته وخبأته في قصرها حين كان مطاردا يقول: «لو لم أكن أحبك ما كتبت لك. وما سعيت لرؤيتك، فأي سلطان لك عليّ.. هل لأنني عندما كنت في باريس كنت أقضي كل أوقاتي معك، أم لأنني لم أحس بالرغبة في مشاهدة المزيد من الناس؟
لا. أنت أفضل الجميع، فأنا لا أجد في الحياة شيئا أكثر منك جمالا وحبا، فهناك شيء ما يشدني ويجذبني كلي إليك. إنه أنت».
هذه الرسائل لا تنقصها الحرارة ولا الصدق بيد أن أصحابها لم يلتزموا بهذا الصدق حتى النهاية، فالقلوب متقلبة. لقد انفصل هوغو عن زوجته وعاش مع خادمته وأنجب منها. وأحب كافكا امرأة أخرى، غير إميليا، هي دورا.. وقال وهو يحتضر «من لم يعرف دورا لم يعرف الحب». وأحبت جورج ساند الكثيرين بعد ألفريد بل إنها عاشت قصة حب مع طبيبه وهو معها. وظل فولتير وفيا لصديقته وحبيبته لكنه لم يتزوجها. ومع أن كلمة «أنت الحياة» وردت في كل الرسائل السابقة فإن حياة المحبين قصيرة الأمد كما يبدو.